أرشيف انكور
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://archive.iinkor.com/t2839
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

أريد أن أموت
Basil Abdallah 17-09-2022 10:00 صباحاً
بسم الله الرحمن الرحيم


أريـد أن أمـوت

Wanting To Die

آني سيكستون Anne Sexton

(1928-1974)

شاعرة أمريكية





بما أنكم تسألون، فلا أتذكّر معظم الأيام.

أسير في لباسي، لا أشعرُ بزخم الرّحيل.

حينها يعود ذاك الشّبق الذي لا يسمّى.

.

حتّى و إن لم يكن لدي شيءٌ ضد الحياة.

فأنا أعرف جيّدا شفير الأعشاب التي تذكرون,

ذاك الأثاث الذي وضعتم تحت حرقة الشمس.

.

غير أنّ الانتحارات لها لغتها الخاصّة.

تماماً مثل النجّار

يريد أن يعرف كيف يستخدم الأدوات،

لكنّه لم يسأل مطلقاً لماذا يبني!.

.

لمرّتين وببساطة أعلنتُ نَفْسي,

امتلكت العدُوْ, ابتلعت العُدو,

وعلى مَرْكبه أخذت معي سِحْره.

.

وفي هذه الطريق، مُثقلة و مُستغرقة

أدفأ من الزيت أو الماء,

أنا قد استرحت,

وسال من فوهة فمي لعاب.

.

لم أفكّر في جسدي عندَ وخزة الإبرة.

حتّى قرنيّتي وما بقي في من بَوْل، اختفى.

الانتحارات كانت قد خانت الجسَد مسبقاً.

.

اليافعون لا يموتون في العادة،

غير أنّهم يُبهرون, لا يستطيعون نسيان لذّة مُخدّر

حتّى أنّهم ينظرون للأطفال ويبتسمون.

.

أن تَسحَقَ كلّ تلك الحياة تحت لسانك!

ذلك بحد ذاته, يستحيلُ عاطفة.

ستقول، موت لعَظْمةٍ بائسةٍ ومُجرّحة.

.

ومع ذلك ستنتظرني هي عاماً بعد عام،

لأمحو هكذا برقّةٍ جُرْحاً قديماً،

لأفرّغ شهقتي من سجنها البائس.

.

نتّزن هنالك, الانتحارات تلتقي أحياناً,

نحتدّ عند فاكهة و قمر مفقوء,

تاركين كِسرةَ الخبز التي أخطأتها قبلاتهم.

.

تاركين

صفحةَ كتاب مفتوحة مُهْملة،

و سمّاعة هاتف معلّقَة

لشيء لم يُلفظ بعد,

أمّا الحُبْ، أيّاً يكُن

ليسَ إلاّ وبـاء.

*

ترجمة د. شريف بقنه الشهراني



#شبكة_انكور_التطويرية
أرشيف انكور

Copyright © 2009-2025 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved