أرشيف انكور
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://archive.iinkor.com/t2524
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

مالنا كلنا جو يا رسول أبو الطيب المتنبي
Basil Abdallah 17-09-2022 09:09 صباحاً
بسم الله الرحمن الرحيم



مُلِثَّ القَطرِ أَعطِشها رُبوعًا "

" وَإِلّا فَاسقِها السَمَّ النَقيعا

أُسائِلُها عَنِ المُتَدَيِّريها "

" فَلا تَدري وَلا تُذري دُموعًا

لَحاها اللهُ إِلّا ماضِيَيها "

" زَمانَ اللَهوِ وَالخَودَ الشُموعا

مُنَعَّمَةٌ مُمَنَّعَةٌ رَداحٌ "

" يُكَلِّفُ لَفظُها الطَيرَ الوُقوعا

تُرَفِّعُ ثَوبَها الأَردافُ عَنها "

" فَيَبقى مِن وِشاحَيها شَسوعا

إِذا ماسَت رَأَيتَ لَها ارتِجاجًا "

" لَهُ لَولا سَواعِدُها نَزوعا

تَأَلَّمُ دَرزَهُ وَالدَرزُ لَينٌ "

" كَما تَتَأَلَّمُ العَضبَ الصَنيعا

ذِراعاها عَدُوّا دُملُجَيها "

" يَظُنُّ ضَجيعُها الزَندَ الضَجيعا

كَأَنَّ نِقابَها غَيمٌ رَقيقٌ "

" يُضيءُ بِمَنعِهِ البَدرَ الطُلوعا

أَقولُ لَها اكشِفي ضُرّي وَقولي "

" بِأَكثَرَ مِن تَدَلُّلِها خُضوعا

أَخِفتِ اللهَ في إِحياءِ نَفسٍ "

" مَتى عُصِيَ الإِلَهُ بِأَن أُطيعا

غَدا بِكَ كُلُّ خِلوٍ مُستَهامًا "

" وَأَصبَحَ كُلُّ مَستورٍ خَليعا

أُحِبُّكِ أَو يَقولوا جَرَّ نَملٌ "

" ثَبيرًا وَابنُ إِبراهيمَ ريعا

بَعيدُ الصيتِ مُنبَثُّ السَرايا "

" يُشَيِّبُ ذِكرُهُ الطِفلَ الرَضيعا

يَغُضُّ الطَرفَ مِن مَكرٍ وَدَهيٍ "

" كَأَنَّ بِهِ وَلَيسَ بِهِ خُشوعا

إِذا استَعطَيتَهُ ما في يَدَيهِ "

" فَقَدكَ سَأَلتَ عَن سِرٍّ مُذيعا

قَبولُكَ مَنَّهُ مَنٌّ عَلَيهِ "

" وَإِلّا يَبتَدِئْ يَرَهُ فَظيعا

لِهونِ المالِ أَفرَشَهُ أَديمًا "

" وَلِلتَفريقِ يَكرَهُ أَن يَضيعا

إِذا ضَرَبَ الأَميرُ رِقابَ قَومٍ "

" فَما لِكَرامَةٍ مَدَّ النُطوعا

فَلَيسَ بِواهِبٍ إِلّا كَثيرًا "

" وَلَيسَ بِقاتِلٍ إِلّا قَريعا

وَلَيسَ مُؤَدِّبًا إِلّا بِنَصلِ "

" كَفى الصَمصامَةُ التَعَبَ القَطيعا

عَلِيٌّ لَيسَ يَمنَعُ مِن مَجيءِ "

" مُبارِزَهُ وَيَمنَعُهُ الرُجوعا

عَلِيٌّ قاتِلُ البَطَلِ المُفَدّى "

" وَمُبدِلُهُ مِنَ الزَرَدِ النَجيعا

إِذا اعوَجَّ القَنا في حامِليهِ "

" وَجازَ إِلى ضُلوعِهِمُ الضُلوعا

وَنالَت ثَأرَها الأَكبادُ مِنهُ "

" فَأَولَتهُ اندِقاقًا أَو صُدوعا

فَحِد في مُلتَقى الخَيلَينِ عَنهُ "

" وَإِن كُنتَ الخُبَعثِنَةَ الشِحيعا

إِنِ استَجرَأتَ تَرمُقُهُ بَعيدًا "

" فَأَنتَ اسطَعتَ شَيئًا ما استُطيعا

وَإِن مارَيتَني فَاركَب حِصانًا "

" وَمَثِّلهُ تَخِرَّ لَهُ صَريعا

غَمامٌ رُبَّما مَطَرَ انتِقامًا "

" فَأَقحَطَ وَدقُهُ البَلَدَ المَريعا

رَآني بَعدَ ما قَطَعَ المَطايا "

" تَيَمُّمُهُ وَقَطَّعَتِ القُطوعا

فَصَيَّرَ سَيلُهُ بَلَدي غَديرًا "

" وَصَيَّرَ خَيرُهُ سَنَتي رَبيعا

وَجاوَدَني بِأَن يَعطي وَأَحوي "

" فَأَغرَقَ نَيلُهُ أَخذي سَريعا

أَمُنسِيَّ الكناس وَحَضرَمَوتا "

" وَوالِدَتي وَكِندَةَ وَالسَبيعا

قِدِ استَقصَيتَ في سَلبِ الأَعادي "

" فَرُدَّ لَهُمْ مِنَ السَلبِ الهُجوعا

إِذا ما لَم تُسِر جَيشًا إِلَيهِمْ "

" أَسَرتَ إِلى قُلوبِهِمُ الهُلوعا

رَضوا بِكَ كَالرِضا بِالشَيبِ قَسرًا "

" وَقَد وَخَطَ النَواصِيَ وَالفُروعا

فَلا عَزَلٌ وَأَنتَ بِلا سِلاحٍ "

" لِحاظُكَ ما تَكونُ بِهِ مَنيعا

لَوِ استَبدَلتَ ذِهنَكَ مِن حُسامٍ "

" قَدَدتَ بِهِ المَغافِرَ وَالدُروعا

لَوِ استَفرَغتَ جُهدَكَ في قِتالٍ "

" أَتَيتَ بِهِ عَلى الدُنيا جَميعا

سَمَوتَ بِهِمَّةٍ تَسمو فَتَسمو "

" فَما تُلفى بِمَرتَبَةٍ قَنوعا

وَهَبكَ سَمَحتَ حَتّى لا جَوادٌ "

" فَكَيفَ عَلَوتَ حَتّى لا رَفيعا



#شبكة_انكور_التطويرية
أرشيف انكور

Copyright © 2009-2025 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved