أرشيف انكور
موضوع بعنوان :قصيدة ابن بهيج الأندلسي في مدح ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها
الكاتب :عبد الرؤوف


ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي=هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي

إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِهــا=ومُتَرْجِمــاً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِـي

يـا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ=فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِـي

إِنِّـي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ=بِصِفات بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِـي

وَسَبَـقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها=فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي

مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي=فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي

زَوْجِــي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ = اللهُ زَوَّجَنِـي بِهِ وحَبَانِــــي

وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِـي=فَأَحَبَّنِــي المُخْتَـارُ حِينَ رَآنِي

أنـابِكْـرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ=وضَجِيعُـهُ فــي مَنْزِلِي قَمَـرانِ

وتَكَـلـَّمَ الـلـهُ العَظيـــمُ بِحُجَّتِــي=وَبَرَاءَتِـي في مُحْكَـمِ القُرآنِ

والـلـهُ خَـفـَّرَنِي وعَـظَّـمَ حُـرْمَـتِـي=وعلى لِسَـانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِـي

واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي=بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي

واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي=إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِـي

إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ=ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي

واللهُ أَحْصَنَنِي بخـاتَمِ رُسْلِــهِ=وأَذَلَّ أَهْــلَ الإفـْكِ والبُهتَـانِ

وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ=مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي

أَوْحَـى إلَيْـهِ وَكُنْـتُ تَحْـتَ ثِيـابِـهِ=فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّانـي

مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُصُحْبَتِي=ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟

وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ=وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ

وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ=فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي

والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي=حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ=وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ

نَـصـَرَالنَّـبـيَّ بمـالِـهِ وفَــعـالِـهِ=وخُـرُوجِـهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ

ثـانِيـهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُـوَى=بِرِدائِـهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثـانِ

وَجَـفـَا الغِنَـى حتَّـى تَخَلَّلَ بالعَبَا = زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعـانِ

وتَخَلَّلَـتْ مَـعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا=وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْــوانِ

وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ=في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ

قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ = وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ

سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى=هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ

واللهِ مااسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ = مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ

إلاَّ وطَـارَ أَبـي إلـى عَلْيَـائِـهـا = فَمَـكَـانُهُ مِنـها أَجَلُّ مَكَانِ

وَيْـلٌ لِعَبْـدٍ خــانَ آلَ مُحَمَّـــدٍ = بِعَــدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ

طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ=وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ

بَيْـنَ الصَّـحـابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَـةٌ = لاتَسْتَحِيـلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ

هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً=هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!

حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي=وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ

حُـــبُّ البَتــُولِ وَبَعْلِهــا لم يَخْتَـلِفْ = مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ

أَكْــرِمْ بِـأَرْبَـعَــةٍ أَئِـمَّةِ شَرْعِنَـا = فَهُـمُ لِبَيْـتِ الدِّيـنِ كَالأرْكَــــانِ

نُسِـجَــتْ مَوَدَّتُـهُــمْ سَــدىً فـي لُحْمَةٍ=فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ

الـلـهُ أَلَّـفَ بَـيـْنَ وُدِّ قُـلــُوبِهـِـمْ = لِيَـغـِيـظَ كُــلَّ مُنَـافِـقٍ طَعَّــانِ

رُحَـمـَاءُ بَيْنَهـُـمُ صَفـَتْ أَخْلاقُهُـمْ=وَخَلَـتْ قُلُوبُهُـمُ مِـنَ الشَّنَـآنِ

فَدُخُولُهُــمْ بَيْـنَ الأَحِبَّـةِ كُلْفَـة ٌ= وسِبَابُهُـمْ سَبَـبٌ إلـى الحِرْمَانِ

جَمَـعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي = واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَـانِ

وإذا أَرَادَ اللـهُ نُصْـرَةَ عَبْـدِهِ = مَنْ ذا يُطِيـقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!

مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي = إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي

وإذا مُحِبِّـي قَـدْ أَلَـظَّ بِـمـُبْغِضِي =فَكِـلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ

إنِّـي لَطَيِّـبـَةٌ خُـلِقْـتُ لِطَـيـِّبٍ = ونِسَـاءُ أَحْمَـدَ أَطْيَـبُ النِّسْـــوَانِ

إنِّـي لأُمُّ المُؤْمِنِيـنَ فَمـَنْ أَبَى = حُبِّي فَسَـوْفَ يَبُوءُ بالخُسْـرَانِ

الـلـهُ حَبَّـبـَنِي لِقـَـلـْبِ نَـبـِيِّـهِ =وإلـى الصِّـرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي

والـلـهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي = ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِـي

والـلـهَ أَسْـأَلُـهُ زِيَـادَةَ فَضْلِـهِ = وحَمِـدْتُهُ شُكْـراً لِمَـا أَوْلاَنِــي

يـامَـنْ يـلـوذ بـأَهل بَيـْتِ مُحَمَّدٍ=يَرْجُـو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ

صِـلْ أُمَّهَـاتِ المُؤْمِنِـيـنَ ولا تَحِدْ = عَـنـَّا فَتُسْـلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ

إنِّـي لَصَـادِقَـةُ المَقَـالِ كَرِيـمَـةٌ = إي والـذي ذَلَّـتْ لَـهُ الثَّقَـلانِ

خُـذْها إليـكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ = مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والـرَّيْحَـانِ

صَـلَّـى الإلـهُ على النَّبيِّ وآلِـهِ = فَبِهِـمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَــانِ
المصدر .منتدياتاهل الحديث السلفية