أرشيف انكور
موضوع بعنوان :جولة الى متجر الحياة
الكاتب :Basil Abdallah


بسم الله الرحمن الرحيمذهبت في جولة الى متجر الحياة!!سألت عن أشياء رائعه ولكنها ليست للبيع عندهموجدتهم يبيعون مايطلقون عليه بالقديم وذهلت حينما وجدتهم يبيعون اشياء لم تكن في الحسبانوجدت الكرامة والمباديء والمثل العليا معروضة للبيع فسألتهم لماذا ...؟ومن الذي عرضهم للبيع ...؟قالوا لي :بأن الناس قد تبدل حالهم وأن الزمن الآن غير الزمن وأن البشر قد ملوا ذلك القديم فأرادوا استبدال الكرامة بالذل والهوان وقاموا باستبدال المباديء والمثل العليا بالنفاقسألت ما اذا كان الصدق معروض عندهم للبيع ...؟فأجابوني :بأنه عرض لفترة طويلة ولم يجد من يشتريه لانه ليس بحسبانهم !!بل استبدلوه بالكذب والخداعفذبل وقاموا بدفنه حيا حتى لا يتحملون وزر موته على أيديهم قلت لهم إن كان البشر قد باعوا كل هذافماذا احتفظوا لأنفسهم ...؟أجابوني :بأن البشر قد تغير حالهم وتقلبت موازينهم فأصبحوا لا يعرفون سوى الكذب والخداع والنفاق والهوان فباعوا مبادئهم واستبدلوها بالنفاق حتى يتعايشوا مع واقعهم ومن حولهم ولو سألت أحدهم لماذا فعلت ذلك ...؟فسيجيبك بملء فاه :إن كل الناس أصبحوا كذلك لايستطيعون التمسك باشياء قديمة فآثرو الجديد وباعوا القديموقفت حائر في المتجر من هول ما سمعت!!!تجولت لأرى ماذا باع أيضا هؤلاء البشروأنا في ذهول وصمت مما اراه واسمعوفي هذه الاثناء دخل شخص يحمل شيئا ما قد لفه بقماش أبيض كالكفن !!فاقتربت وتأكدت من انه رجلا ولكن هيأته كالمرأة في لبسه وشكله وحلييه التي يلبسهايعرض هذا لشيء الذي بيده على صاحب المتجرثم ذهب وهو يمشي كمشية النساءفجذبني الفضول لأسئل صاحب المتجر ...؟فأجابني :بأن الرجولة قد عرضت للبيع وبكل ما تحمله من شهامة وشجاعة وغيرة ذهلت من كلامه فوقفت صامتا وهو يبحث عن مكان ما لعرضها في متجره وفي هذه اللحظةدخلت امرأة وقد كستها العفة والحجاب عليها فقلت مازالت النساء بخيرجلست أرقبها وهي تتجول في المتجر ثم ذهبت إلى صاحب المتجر تبيع شيئا أخرجته من حقيبتها وبعد أن اشتراه صاحب المتجر سألت عن مكان لتبديل الملابس فدلها عليه ذهبت وغابت لحظات ثم عادت لتأخذ مقابل ما باعته وقد تغيرت معالمها خلعت عبائتهاوحجابها وتبرجت وتزينت ولبست من القصير ما يكاد يستر الرجال إن لبسوه فسألتها بكل غضب قبل أن تخرج من المتجرويحك ماذا بعتي ...؟فضحكت وقالت لي :لم أنت مذهول هكذا بعت الحياءاقشعر بدني وامتلأت غيظا من ذهول ماارى !!!ثم جاء غلام صغير ليبيع شيئاافدفعني الفضول الى ماسيبيعه هذا الغلام الصغيرفأقتربت وجلست استمع إلى حديثهما فإذا به جاء ليشتري أشيائا من المتجر وهو يفاصل صاحب المتجر ذهب وأخذ الكرامة والمباديءوالرجولة واشتراهم بكل ما يملك من مال ادخره طيلة حياته نقص من ماله الشيء اليسير فعرض لعبة كان يلهو بها عرضها للبيع لإكمال ما تبقى من ماله امسكت بيده وخرجت معه وكلي أمل أن يكبر ليصبح رجل يعيد للأمة ما قد كان قد فقدتقبلوا تحياتي