أرشيف انكور
موضوع بعنوان :الثورة الصناعية وظهور قطاع الصناعة
الكاتب :Basil Abdallah


الثورة الصناعية وظهور قطاع الصناعة
الثورة الصناعية وظهور قطاع الصناعة
بعد أن ظل تطور الصناعة في ظلالنظام الإقطاعي، محدوداً يقتصر تغطيةالحاجات الاستهلاكية للمشتغلين

في قطاع الزراعة المحدودة (كماً ونوعاً)، ويستخدم التكتيك اليدوي البسيط،ويعاني من ضعف

عمليات الترابط الإنتاجي والتباعد فيما بين الفروع والأنشطة الصناعية القائمة، وضعف مستوى

التنويع الإنتاجي لقلة الفروع جاءت الثورة الصناعية لتحدث إنقلاباً ترك أثر كبيرا على حياة الناس

وعلى المدن ، وقد بدأت تلك الثورة الصناعية منذ اخترع جيمس وات الآلة البخارية سنة 1761 ،

ومع تطور سبل المواصلات والاتصال بدأت المجتمعات تتحرك على نطاق أوسع خارج المدن القائمة

أو تهاجر إلى مواقع لمدن جديدة حول مواقع الإنتاج .وقد بدأت الثورة الصناعية في أول الأمر

في بريطانيا حيث كانت الظروف مهيأة فيها أكثر من غيرها من الدول ، فهي تملك كميات كبيرة

من الموارد الطبيعية كالفحم والحديد، كما كانت تملك أسواقاً داخلية واسعة، وأسواقاً خارجية

فى مستعمراتها ، بالإضافة إلى توفر المهارات ووجود شبكة مواصلات داخلية وأسطول بحرى قوى ،

ثم بدأت الصناعة تنتشر بعد ذلك في فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. ولقد تركزت الصناعة

في هذه المدة في كل من أوربا والولايات المتحدة الأمريكية في مناطق معينة بالقرب من المناجم

أو على شواطىء الأنهار والبحيرات فأنشئت الصناعات في بادىء الأمر بالقرب من مواقع المواد الخام كمناجم الحديد

والفحم ، كما أنشئت على شواطئ المجارى المائية لانخفاض تكاليف نقل المواد الخام والسلع المنتجة

ولقد لعبت وسائل النقل والإتصال دوراً هاماً فى هذا التطور الصناعى فغطيت معظم الدول الصناعية

بشبكات طرق حديثة ووسائل نقل سريعة ، وبنيت المطارات والموانىء وأستعملت السيارات

والسكك الحديدية والسفن والطائرات في نقل المواد الخام والسلع المنتجة وأستخدمت الثلاجات

في نقل الأغذية المحفوظة وأستخدم التليفون وأجهزة الاذاعة والجرائد والمجلات والكتب والنشرات

لتبادل المعلومات عن حركة الأسواق وعقد الصفقات التجارية .وإستمرت التطورات فى وسائل

وطرق الإنتاج حتى أستعملت آلات ومعدات أليكترونية دقيقة وترتب على ذلك استخدام يعرف بالألية

فى الإنتاج " الأوتوميشن الألات الى أن وصل الإنتاج فى الدول الصناعية حداً تعجز أسواقها

عن إمتصاصه ، مما أدى الى قيام هذه الدول بفتح أسواق جديدة لها فى الدول النامية ،

الأمر الذى خلق إقتصاد عالمى مبنى على التوسع والإستغلال .وأعتمدت هذه الثورة

فى تطورها الهائل على كثير من المؤسسات فأنشئت الدول الصناعية الجامعات والمعاهد

لتخريج الأخصائيين من مهندسين وعلماء وأطباء ومديرين وفنيين، ومراكز لتدريب العمال

على كيفية تشغيل الأجهزة والألات ، كما أنشات مؤسسات البحوث لتحسين طرق الإنتاج

وخفض تكاليفه وإكتشاف مواد خام جديدة ، وأصبحت المصانع تعتمد

على الجامعات لحل مشاكلها الفنية والإدارية والإقتصادية .

بناءا على ما تقدم فالعوامل التي أسهمتفي تعاظم دور القطاع الصناعي هي:

1-توسع السوق الداخلية بتأثير مجموعة من العوامل أهمها:

·تفكك العلاقات الإنتاجية للمجتمع الإقطاعي ونشوء بذور العلاقات إنتاجية رأسمالية

·تطور وتوسع الصناعات الحرفية وتطور وسائل الإنتاج وصولاً إلى استخدام الآلات

·تطور وسائل النقل والاتصالات.

·تطور وسائل التبادل التجاري نتيجة التحول من المقايضة إلى نظام التبادل النقدي .



2-توسع السوق الدولية بتأثير مجموعة من العوامل أهمها:

*حركة الاكتشافات الجغرافية.

·التقدم في أساليب الإنتاج نتيجة التقدم تكنولوجي المستمر والتطور العلمي وأتساع نطاق الاختراعات

*التراكم المستمر والواسع في رؤوس الأموال.


3-تحول الفكر الاقتصادي لصالح القطاع الصناعي، بعد دعوة الاقتصاديون الكلاسيك إلى اعتبار الصناعة قطاعاً قائداً ل النمو الاقتصادي، بعد أن دافع أفكار الفيزوقراط عن القطاع الزراعي، والمركانتليون عن القطاع التجاري.
أدت هذه العوامل مجتمعة إلى انهيار النظام الإقطاعي، وتحطيم الصناعات اليدوية وتهيئة الظروف لظهور الصناعات الكبيرة القائمة على التك*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-* الآلي، وتوجت هذه المرحلة في النهاية بالثورة الصناعية، وما تبعها من تطورات سريعة غيرت الأساس المادي للهيكل الاقتصادي من هيكل زراعي إلى هيكل صناعي