أرشيف انكور : من خلف القضبان

بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الطغاة علىّ ان احيا هنا
في قعر سجن عشتُ فيه اعاني

ويفور وجداني ويجلده الاسى
وسلاسل الطغيان حول كياني

كل القيود قد اطيق تحّملاً
إلاّ قيود الذل في القضبان

جرمي بأني لستُ احيا خانعا
لحثالة قفزت على الاوطان

ذنبي بأني قد رضيتُ لموطني
ان يحيا موفوراً عظيم الشان

لاارتضي وطناً يصّفق راكعا
لعصابةٍ تكويه كل اوان

ويموت مقهوراً امام سياطها
وتذيقه البؤس وشرَّ هوان

ويعيش مذعورا ويعروه الدجى
مترّنحاً طول الحياة يعاني

حتى ولو يوماً يغازله الضيا
ليثور منتفضاً على السجّان

ناداه..قمْ حطّم قيودك ثآئرا
واهتف مع الاحرار في الميدان

ملأوا جنانك موطني من حقدهم
رعباً لكي تحيا بدون امان

وتعيش في سجن كمثلي في اللظى
لكنّ سجنك ابشع الطغيان

وتعيشَ في رجعيّة وتخلّفٍ
وتواري عمراً مورق الريعان

لن يرتقي وطنٌ تقلّد حكمه
انذال سؤء من شرار الجآن

نظروا الى تلك الشعوب فقيرة
وكأنها هبة بلا اثمان

ياموطني اني سأحيا ثآئرا
لن يلجموا فكري وسحر بياني

فإذا قتُلتُ فقد وهبتك موطني
روحي لكي تسمو مدى الازمان

سأنوش عرشاً للطغاة مدجّجاً
حتى ولو حرقوا غداً جثماني

وسترتقي يوما دمآئي للسما
لتصافح الشهداء في تحنان

لستُ السجين وفي فؤادي غضبة
شُحِنت بكل بسالة الايمان

لستُ السجين وفي ضلوعي ثورة
ويفور من اعماقي كالبركان

قد مزّقوا جسمي بنار سياطهم
وكلابهم نهشت هزيل كياني

سأقاوم الجّلاد في زنزانة
ويراني صلباً كالجبال جناني

والظلم مهما يستبدُّ معربداً
يوماً سيقط خائر الاركان!!

من خلف قضبان الطغاة مغرّداً
سيلوح نصر الحرِّ والاخوان

وسينجلي الليل البهيم ورعبه
وتعود ياوطني الى احضاني

فتّبسمي بلدي اذا ضحك الضحى
حرية قد حطّمت قضباني

وخرجتُ مسرور الفؤاد مكرّما
والظلم زال بعد ما اضناني

عشنا مع الاحرار في بحبوحة
والخير ساد ويهمي في هطلان
#شبكة_انكور_التطويرية