أرشيف انكور : صرخة أنثى

منذ أبصرت عيوني هذا العالم و ما حوله
توالت علي الطعون و من بطش الناس أعاني
صبية بهية الجمال ذات ذكاء فطري رباني
تحدت أقرانها و تفوقت عليهم في كل مجال
إن تحدثت أوجزت و أبهرت سامعيها
إن مشت تمايلت بقدها الممشوق العالي
على أنغام الدف برعت كراقصة البالي
نابغة في العلوم و بين الأوائل تربعت
حيوية مليئة بالنشاط و العنفوان
ما استكبرت يوما و يدها ممدودة على الدوام
خلق و علم و طيبة انصهرت في هذا الكيان
صنعت من نفسها إنسانة بمرتبة العلماء
جيران و أصدقاء و أقرباء ما تحملوا
كيف لبنت مثلها تحض بهذا القدر من الكمال
دسائس حيكت لشلي و حتى السحر أعطوني
بين ليلة و ضحاها هويت إلى الحضيض
عن الوعي غبت و تتشتت بي الظنون
عين صابتني والحساد مكروا بي و قادوني للجنون
داسوني بالأقدام و تجرعت من كؤوس الظلم و الجور
يا ويلتاه و يا مصيبتاه ،ابتعدوا عني
صرخة أنثى عانت الأمرين و ألوانا من العذاب
قلب منكسر و جسد تحمل الكدمات
ما استسلمت للذل و ألقيت بحملي على الله
رباه أنقذني و أجرني من هؤلاء الطغاة
دعوة مستجابة من مظلوم قاسى الأهوال
رحمة الله وسعنني و استقضيت من الغيبوبة
استرجعت أنفاسي و بت ألملم الشتات
الحمد لله على كل حال و رجوع العافية
صرت أكثر صمودا و ما اكترث للاهانات
حتى و إن تأخرت قليلا ما زالت الروح تواقة
سأرسم لنفسي طريقا مليئا بالكفاح
و لن يكف سعيي و سأهزم كل الأفاعي
و لن يهنأ بالي حتى أحقق أهدافي
فمن تذوق طعم النجاح لن يرضخ للمعوقات
للأمام قدما و سحقا للأعداء