أرشيف انكور
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
http://archive.iinkor.com/t742
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

فاحرص عليها فإنها نفيسة
عبد الرؤوف 17-05-2020 07:46 صباحاً
فاحرص عليها فإنها نفيسة !....







قال الشيخ العلامة محمد سعيد رسلان حفظه الله في شريط موسوم بالعالم الأبي على موقعه : ومن أجودِ ما جادتْ به قرائحُ أهلِ العلمِ والأدبِ في بيانِ صيانةِ أهلِ العلمِ للعلمِ, وفي رعايتهم لجانبه, وركونهم إلى صَرْحِ عِزِّهِ: قصيدةُ القاضي أبي الحسنِ علي بن عبدِ العزيزِ الجُرجانيِّ - رحمه الله تعالى -, وهي قصيدة عصماءُ في وصفِ العالِمِ الأَبِيِّ, والاعتزازِ بالعلمِ, وسُمُوِّ الهمة ،هذه هي :



يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما*** رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما

أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم*** ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما

ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا*** بدا مطمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما

وما زلتُ مُنحازاً بعرضي جانباً*** عن الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما

إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى*** ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا

أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها ***مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما

فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما*** وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما

وإني إذا فاتني الأمرُ لم أبت*** أقلِّبُ كفّي إثره مُتَنَدِّما

ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه*** وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما

وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ*** إذا لم أَنلها وافر العرضِ مُكرما

وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً*** وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما

وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل*** إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما

وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً*** وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما

ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي*** لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما

أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً ***إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما

وإني لراض عن فتى متعفف ***يروح ويغدو ليس يملك درهما

يبيت يراعي النجم من سوء حاله ***ويصبح طلقا ضاحكا متبسما

ولا يسأل المثرين ما بأكفهم ***ولو مات جوعا عفة وتكرما

فإن قُلتَ زندُ العلم كابٍ فإنما*** كبا حين لم نحرس حماه وأظلما

ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم*** ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما

ولكن أهانوه فهانوا ودَنَّسُوا*** مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما

وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني*** ولا كلُّ من لاقيت أرضاه مُنعِما

ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ*** أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما

إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره*** إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما







وكان علماؤنا من سلفنا بعدُ ،يوصون طلابها بحفظها، فاحرص عليها فإنها نفيسة!



المصدر'موقع'التصفية'والتربية'السلفية'تحت'إشراف'الشيخ'أزهر'سنيقرة'حفظه'الله
أرشيف انكور

Copyright © 2009-2025 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved