أرشيف انكور
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
http://archive.iinkor.com/t2522
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

أمن ازديارك في الدجى أبو الطيب المتنبي
Basil Abdallah 17-09-2022 09:09 صباحاً
بسم الله الرحمن الرحيم



أَمِنَ ازدَيارَكِ في الدُجى الرُقَباءُ "

" إِذ حَيثُ كنتِ مِنَ الظَلامِ ضِياءُ

قَلَقُ المَليحَةِ وَهيَ مِسكٌ هَتكُها "

" وَمَسيرُها في اللَيلِ وَهيَ ذُكاءُ

أَسَفي عَلى أَسَفي الَّذي دَلَّهتِني "

" عَن عِلمِهِ فَبِهِ عَلَيَّ خَفاءُ

وَشَكِيَّتي فَقدُ السَقامِ لِأَنَّهُ "

" قَد كانَ لَمّا كانَ لي أَعضاءُ

مَثَّلتِ عَينَكِ في حَشايَ جِراحَةً "

" فَتَشابَها كِلتاهُما نَجلاءُ

نَفَذَت عَلَيَّ السابِرِيَّ وَرُبَّما "

" تَندَقُّ فيهِ الصَعدَةُ السَمراءُ

أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت "

" وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ

وَإِذا خَفيتُ عَلى الغَبِيِّ فَعاذِرٌ "

" أَلاّ تَراني مُقلَةٌ عَمياءُ

شِيَمُ اللَيالي أَن تُشَكِّكَ ناقَتي "

" صَدري بِها أَفضى أَمِ البَيداءُ

فَتَبيتُ تُسئِدُ مُسئِدًا في نَيِّها "

" إِسآدَها في المَهمَهِ الإِنضاءُ

أَنساعُها مَمغوطَةٌ وَخِفافُها "

" مَنكوحَةٌ وَطَريقُها عَذراءُ

يَتَلَوَّنُ الخِرّيتُ مِن خَوفِ التَوى "

" فيها كَما تَتَلَوَّنُ الحِرباءُ

بَيني وَبَينَ أَبي عَلِيٍّ مِثلُهُ "

" شُمُّ الجِبالِ وَمِثلَهُنَّ رَجاءُ

وَعِقابُ لُبنانٍ وَكَيفَ بِقَطعِها "

" وَهُوَ الشِتاءُ وَصَيفُهُنَّ شِتاءُ

لَبَسَ الثُلوجُ بِها عَلَيَّ مَسالِكي "

" فَكَأَنَّها بِبَياضِها سَوداءُ

وَكَذا الكَريمُ إِذا أَقامَ بِبَلدَةٍ "

" سالَ النُضارُ بِها وَقامَ الماءُ

جَمَدَ القِطارُ وَلَو رَأَتهُ كَما تَرى "

" بُهِتَت فَلَمْ تَتَبَجَّسِ الأَنواءُ

في خَطِّهِ مِن كُلِّ قَلبٍ شَهوَةٌ "

" حَتّى كَأَنَّ مِدادَهُ الأَهواءُ

وَلِكُلِّ عَينٍ قُرَّةٌ في قُربِهِ "

" حَتّى كَأَنَّ مَغيبَهُ الأَقذاءُ

مَن يَهتَدي في الفِعلِ ما لا تَهتَدي "

" في القَولِ حَتّى يَفعَلَ الشُعَراءُ

في كُلِّ يَومٍ لِلقَوافي جَولَةٌ "

" في قَلبِهِ وَلِأُذنِهِ إِصغاءُ

وَإِغارَةٌ فيما احتَواهُ كَأَنَّما "

" في كُلِّ بَيتٍ فَيلَقٌ شَهباءُ

مَن يَظلِمُ اللُؤَماءَ في تَكليفِهِمْ "

" أَن يُصبِحوا وَهُمُ لَهُ أَكفاءُ

وَنَذيمُهُمْ وَبِهِمْ عَرَفنا فَضلَهُ "

" وَبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشياءُ

مَن نَفعُهُ في أَن يُهاجَ وَضَرُّهُ "

" في تَركِهِ لَو تَفطَنُ الأَعداءُ

فَالسِّلمُ يَكسِرُ مِن جَناحَي مالِهِ "

" بِنَوالِهِ ما تَجبُرُ الهَيجاءُ

يُعطي فَتُعطى مِن لُهى يَدِهِ اللُهى "

" وَتُرى بِرُؤيَةِ رَأيِهِ الآراءُ

مُتَفَرِّقُ الطَعمَينِ مُجتَمِعُ القُوى "

" فَكَأَنَّهُ السَرّاءُ وَالضَرّاءُ

وَكَأَنَّهُ ما لا تَشاءُ عُداتُهُ "

" مُتَمَثِّلًا لِوُفودِهِ ما شاؤوا

يا أَيُّها المُجدى عَلَيهِ روحُهُ "

" إِذ لَيسَ يَأتِيهِ لَها استِجداءُ

احمَد عُفاتَكَ لا فُجِعتَ بِفَقدِهِمْ "

" فَلَتَركُ ما لَم يَأخُذوا إِعطاءُ

لا تَكثُرُ الأَمواتُ كَثرَةُ قِلَّةٍ "

" إِلّا إِذا شَقِيَت بِكَ الأَحياءُ

وَالقَلبُ لا يَنشَقُّ عَمّا تَحتَهُ "

" حَتّى تَحُلَّ بِهِ لَكَ الشَحناءُ

لَم تُسمَ يا هارونُ إِلّا بَعدَما اقـ "

" ـتَرَعَت وَنازَعَتِ اسمَكَ الأَسماءُ

فَغَدَوتَ وَاسمُكَ فيكَ غَيرُ مُشارِكٍ "

" وَالناسُ فيما في يَدَيكَ سَواءُ

لَعَمَمتَ حَتّى المُدنُ مِنكَ مِلاءُ "

" وَلَفُتَّ حَتّى ذا الثَناءُ لَفاءُ

وَلَجُدتَ حَتّى كِدتَ تَبخَلُ حائِلًا "

" لِلمُنتَهى وَمِنَ السُرورِ بُكاءُ

أَبَدَأتَ شَيءً مِنكَ يُعرَفُ بَدؤُهُ "

" وَأَعَدتَ حَتّى أُنكِرَ الإِبداءُ

فَالفَخرُ عَن تَقصيرِهِ بِكَ ناكِبٌ "

" وَالمَجدُ مِن أَن تُستَزادَ بَراءُ

فَإِذا سُئِلتَ فَلا لِأَنَّكَ مُحوِجٌ "

" وَإِذا كُتِمتَ وَشَت بِكَ الآلاءُ

وَإِذا مُدِحتَ فَلا لِتَكسِبَ رَفعَةً "

" لِلشاكِرينَ عَلى الإِلَهِ ثَناءُ

وَإِذا مُطِرتَ فَلا لِأَنَّكَ مُجدِبٌ "

" يُسقى الخَصيبُ وَتُمطَرُ الدَأماءُ

لَم تَحكِ نائِلَكَ السَحابُ وَإِنَّما "

" حُمَّت بِهِ فَصَبيبُها الرُحَضاءُ

لَم تَلقَ هَذا الوَجهَ شَمسُ نَهارِنا "

" إِلّا بِوَجهٍ لَيسَ فيهِ حَياءُ

فَبِأَيِّما قَدَمٍ سَعَيتَ إِلى العُلا "

" أُدُمُ الهِلالِ لِأَخمَصَيكَ حِذاءُ

وَلَكَ الزَمانُ مِنَ الزَمانِ وِقايَةٌ "

" وَلَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ

لَو لَم تَكُن مِن ذا الوَرى الَّذي مِنكَ هو "

" عَقِمَت بِمَولِدِ نَسلِها حَوّاءُ





#شبكة_انكور_التطويرية
أرشيف انكور

Copyright © 2009-2025 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved